إن قراءة القرآن من أفضل العبادات التي يتقرب بها المسلم إلى ربه فقراءة القرآن على الإنسان بعد وفاته سواء كان ذلك في منزله أو في المسجد بعد صلاة الجنازة أو قبلها أو عند القبر فذلك جائز شرعاً وهي بفضل الله تهون على الميت في قبره كما أخبرنا بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد حثنا صلوات الله وسلامه عليه على قراءة القرآن لميت بعد وفاته فقال ما من ميت يقرأ عليه سورة ( يس ) إلا تهون عليه .
ولابد في القراءة من التأدب بآداب التلاوة وعدم الإخلال بالحروف والامتثال لأمر الله تعالى في قوله تعالى : { وَرَتِّلِ القُرْآنَ تَرْتِيلاً}(المزمل 4) .
ومذهب الحنفية جواز وصول ثواب قراءة القرآن إلى الميت بل وإلى الحي كما نص عليه في الهداية والبدائع والبحر وغيرها(1) .
وكذلك مذهب الشافعية كما في المنهاج ففيه أن المختار وصول ثواب القراءة إلى الميت إذا سأل القاري ذلك من الله تعالى ونقل ابن أبى زيد في الرسالة عن ابن فرحون من أئمة المالكية من وصول ثواب القراءة إلى الميت وذكر ابن قدامه في المغني وهو من فقهاء الحنابلة أن الميت ينتفع بسائر القربات ومنها قراءة القرآن وأن آية قربه فعلها الإنسان وجعل ثوابها للميت المسلم نفعه ذلك بإذن الله تعالى(1) .
وقد روى ابن قدامه عن معقل ابن يسار قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اقرأو سورة يسن على موتاكم "(2).
والخلاصة: أن قراءة القرآن للميت سواء أكانت على القبر أم بعيدًا عنه فهي جائزة ويصل ثوابها للميت بإذن الله خصوصًا إذا وهب القارئ ثواب القراءة للميت .
_______________________________________________
(1) انظر : بدائع الصنائع ( 1 / 302 ) وشرح فتح القدير ( 2 / 142 ) .
(1) انظر في ذلك : المجموع للنووي ( 5 / 94 ) والمغني ( 2 / 566 ) ونيل الأوطار ( 4 / 105 ) .
(2) أخرجه أبو داود في كتاب الجنائز ، باب القراءة عند الميت ( 3121 ) عن معقل بن يسار .